يهدف إلى تحليل صورة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا الاتحادية في خطاب عينة من الصحف المصرية خلال الفترة من 2016 حتى 2018، من حيث أهم الموضوعات والشخصيات والمؤسسات التي تناولتها صحف الدراسة بكل من الدولتين، وكذلك القوالب الفنية التي استعانت بها، وأبرز صناع صورة الدولتين من صحفيين وكتاب، واتجاهات الخطاب الصحفي، وعلاقة ذلك باتجاهات الجمهور المصري من قراء الصحف نحو الدولتين.nيكتسب موضوع الكتاب أهمية في ظل ما تشهده كل من الدولتين من أحداث على مستوى شئونها الداخلية، فضلًا عن مجموعة أخرى من الأحداث والقضايا المتتالية والمتصاعدة التي تشهدها الساحة العربية والدولية، يتناول الكتاب الفترة من 2016 حتى 2018، حيث حفلت هذه الفترة الزمنية بالعديد من الأحداث بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فوُصفت الانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال عام 2016 “بالأسوأ” نتيجة ما شهدته المناظرات الرئاسية بين المرشحين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون من تبادل للاتهامات والشتائم على نحو لم تشهده الانتخابات الأمريكية من قبل، نضيف إلى ذلك أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه مهام منصبه، قد نال اهتمام مختلف وسائل الإعلام حول العالم نتيجة تصريحاته وسياساته المثيرة للجدل التي تخرج عن المألوف وقواعد البروتوكول في التعامل مع رؤساء الدول.nفيما يتصل بالعلاقات المصرية الأمريكية، قررت الولايات المتحدة الأمريكية خفض المعونة الاقتصادية لمصر في أغسطس 2017، بما أثار حالة من الهجوم بوسائل الإعلام المصرية، كما مثل اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017 حدثًا فاصلًا في تاريخ العلاقات الأمريكية العربية، مع اعتباره أول رئيس أمريكي يزور حائط البراق أثناء وجوده في الحكم.nبالنسبة لروسيا الاتحادية، فقد تعددت الأحداث التي ارتبطت بالشأن الروسي، منها إعادة انتخاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفترة رئاسية ثانية في مارس 2018، ليصبح ثاني أطول زعماء الكرملين بقاءً في السلطة بعد الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، واستضافة روسيا لكأس العالم لكرة القدم 2018، وتخللت العلاقات المصرية الروسية توترًا بعد حادث سقوط الطائرة الروسية بشرم الشيخ عام 2015، حيث ظلت وسائل الإعلام المصرية على مدار عامين تتابع بترقب عودة السياحة الروسية لمصر، وزيارة الوفود الأمنية الروسية للمطارات المصرية لمتابعة إجراءات الأمن، إلى أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لمصر في ديسمبر 2017 عن استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا، وتوقيع اتفاقية الضبعة، وقد برز الدور الروسي على الساحة العربية، خاصة من خلال دور روسيا في الصراع بسوريا، وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في ديسمبر 2017 خلال زيارة مفاجئة لقاعدة “حميميم” بسوريا، سحب قسم من القوات الروسية، هذا إلى جانب ارتباطها بمشهد تصدر اهتمام وسائل التواصل الاجتماعي لأحد الضباط الروس وهو يمنع الرئيس السورى من اللحاق بالرئيس الروسي نحو المنصة ليلقي كلمة أمام القوات الروسية في القاعدة، وحرصت روسيا على إقامة علاقات مع الدول العربية، خاصة السعودية، حيث شهد أكتوبر من عام 2017 زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى روسيا، لتكون أول زيارة لعاهل سعودي للدولة الروسية.nتتضح أهمية الكتاب في متابعة الاختلافات التي تطرأ على صورة الولايات المتحدة الأمريكية بالصحافة المصرية في ظل مختلف الموضوعات السابق الإشارة إليها، وفي ظل ما اتفقت عليه الدراسات السابقة من وجود صورة نمطية سلبية لها كدولة ارتبطت بسمات وأدوار اكتسبتها خلال فترات زمنية ممتدة.nتأمل الكاتبة أن تقدم إضافة في دراسة صورة روسيا بوسائل الإعلام العربية، تلفت من خلالها الانتباه إلى ضرورة الاهتمام بالدراسات الإعلامية التي تهتم بصورة روسيا الاتحادية، فخلال المسح للتراث العلمى ذى الصلة بروسيا في مجال الدراسات المصرية والعربية، توصلت الكاتبة إلى تعدد الدراسات التي عُنيت بروسيا في مجال علم السياسية، فيما ندرت – إن لم تكن انعدمت – الدراسات التي تناولت الشئون الروسية على الأقل في حدود ما توافر للباحثة من اطلاع، الأمر الذي لا يتساوى مع الثقل الدولي والدور المتنامى لها في القضايا الإقليمية، وعلاقتها بالدول العربية، فضلًا عن علاقتها مع مصر.