تمثل تجارب الإنتخابات السياسية التنافسية تعبيرا ديمقراطيا يمنح فترات التحول السياسى فى المجتمعات ركيزة للإستقرار وبناء للمراكز القانونية داخل نظام الحكم، وتكون أدوار ووظائف وسائل الإعلام مركزية بالنسبة للقوى السياسية المختلفة حيث تمثل وسيطا له أولويته بالنسبة لها من أجل التواصل مع المواطنين، وتعريفهم ببرامج هذه القوى ومرشحيها، وأيضا لتعبئتهم فى اتجاه التصويت لها.nوتأتى الدراسة التى يتضمنها القسم الأول من الكتاب لتعمل فى هذه المساحة البحثية، حيث يظل السؤال عن طبيعة دور مختلف وسائل الإعلام فى فترة الإنتخابات خاصة فى تجارب التحول الديمقراطى، سؤالا حيويا له وجاهته البحثية، خاصة فى حالة إنتخابات برلمانية تنافسية تنخرط فيها كل القوى السياسية، وبما يمثل انقطاعا عن تجارب ممتدة من الإنتخابات السياسية السابقة على 25 يناير عام 2011، والتى مثلت فى مجملها مجالا واسعا لتدخل السلطة التنفيذية فى مجال توجيه نتائجها، والتى عبر المواطنون عن عدم تقبلها ورفض التفاعل معها من خلال تدنى نسب المشاركة بها، وهى الإنتخابات ذاتها التى شهدت أدوارا جزئية محدودة الحيوية بالنسبة لوسائل الإعلام، وبما لايقاس بتجربة أول إنتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير.