ساهم النظام الخاص المعروف أيضًا بالجهاز  السري في صياغة الوجدان الحركي والعقل الاستراتيجي لجماعة الإخوان، عبر إفراز مجموعة من القيادات البارزة التي تحكمت فيها، وحركت دفتها صوب الأهداف التي رسمتها طوال أكثر من 4 عقود، وأسهم ذلك بشكل واضح في إيجاد التربة الخصبة لنمو الحركات الإخوانية المسلحة أو ما يمكن أن نطلق عليه عودة النظام الخاص، عقب الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي في يوليو  2013.

وفي هذا السياق، يأتى هذا الكتاب ليركز على النظام الخاص بتمثلاته: الجهاز السري وأطوره المختلفة وصولًا  لتأسيس التنظيمات والحركات الإخوانية المسلحة في الفترة التالية للإطاحة بحكم جماعة الإخوان عام 2013، وذلك في محاولة لفهم الحالة “الجهادية- الإخوانية” وتأثيراتها الحالية والمستقبلية على الواقع السياسي والاجتماعي المعاصر.

إن الحركات المسلحة تستمد قوتها من عدم فهمنا لها، وعدم إدراكنا للظروف والسياقات والتحولات التي مرت بها، ونحن هنا نحاول فهم الأُطر التي نشأت فيها، وكيف تعمل ولماذا بقيت تعمل لفترة طويلة رغم كل الضربات الأمنية التي تلقتها؟! وذلك استنادًا إلى شهادات حية، ووثائق وتفاصيل عنها، مع تقديم لمحة عن المسارات المستقبلية لتلك الحركات.

ويجمع الكتاب بين العرض التاريخي والوصف والتقرير، كما يحاول أن يقدم التفسيرات والتحليلات اللازمة، للمهتمين بفهم علاقة جماعة الإخوان بالعنف السياسي، وأثر النظام الخاص في الوجدان والعقل الإخواني، وتأثيراته على السياقات التي تتأثر بها جماعة الإخوان وتؤثر فيها.

ويحوي  الكتاب 6 فصول مصنفة ضمن بابين، فيركز الفصل الأول والثاني على إعطاء لمحة تاريخية عن نشأة النظام الخاص وتحولاته التي مر بها، مع التذكير بالسياقات السياسية  والتنظيمية التي عمل فيها، وأهم المغالطات التاريخية الشائعة حوله، وصولًا لتفككه وانهياره نتيجة الحملة التي تعرضت لها الإخوان عقب انكشاف تنظيم 1965، بينما تركز الفصول الخمسة التالية على حاضر وواقع النظام الخاص الجديد أو الحركات الإخوانية المسلحة التي نشأت منذ 2013 وحتى الآن، في إطار السعي لتقديم صورة شاملة عنها، وفهم أسباب وآليات تكونها، وارتباطاتها بغيرها من الحركات والتنظيمات الإرهابية، إضافةً لرصد وتحليل التغيرات الفكرية والنظامية التي مرت بها، ودراسة استراتيجيات وتكتيكات عملها، وقراءة حاضرها واستشراف مستقبلها عبر رسم المسارات المحتمل أن تسلكها خلال الفترة المقبلة.

وإني أؤكد أن هذا الجهد، لا يأتي كنوع من استغلال الظرفية السياسية الحاصلة في مصر منذ 2013، بل محاولة منهجية لتتبع تاريخ وتحولات العنف داخل جماعة الإخوان، لأني أؤمن أن الحقائق وحدها أقوى من الزيف والتدليس، وهي كفيلة بكشف الواقع وتعريته أمام الأعين المبصرة والعقول المستنيرة التي تبحث عن الحق لتهتدي به.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “عودة التنظيم الخاص القصة الكاملة لحسم وأخواتها”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “عودة التنظيم الخاص القصة الكاملة لحسم وأخواتها”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *