يمثل هذا الكتاب مساهمة علمية في الجدل الأكاديمي والسياسي بشأن مستقبل “شبكة القاعدة” في مرحلة ما بعد الظواهري. وربما يكون أول دراسة علمية شاملة في الموضوع باللغة العربية. وإذا كان “تنظيم القاعدة الرئيسي” أو “التنظيم الأم” قد نشأ في أفغانستان منذ ثمانينيات القرن العشرين، إلا أنه لم يحافظ على استمراريته فحسب، بل تحول إلى شبكة جهادية إرهابية تنشط في عديد من الدول في آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق، يناقش هذا الكتاب أهم التحولات التي شهدتها “شبكة القاعدة” في ظل قيادة الظواهري. كما يستشرف مستقبل هذه الشبكة في ضوء مجموعتين من المحددات. تتعلق أولاهما بأوضاع “تنظيم القاعدة الرئيسي” والفروع القاعدية من حيث قدراتها البشرية والمالية والتسليحية واستراتيجياتها الحركية. وتتمثل المجموعة الثانية في المحددات السياقية، أي المرتبطة بالتحديات والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الدول التي تنتشر فيها الفروع القاعدية. وفي ضوء هذه المحددات، تم استعراض ومناقشة السيناريوهات المحتملة لمستقبل “شبكة القاعدة”. والنتيجة الرئيسية التي تم التوصل إليها مفادها أن تراجع “تنظيم القاعدة الرئيسي” أو حتى اندثاره لا يعني اندثار بقية الفروع القاعدية التي تعمل تحت راية “القاعدة” كعلامة بارزة في ساحة الجهادية الإرهابية العالمية مع تمتعها في الوقت نفسه بدرجة كبيرة من الاستقلالية. ولذلك فإن الحرب ضد “شبكة القاعدة” سوف تكون طويلة، وبخاصة في ظل استمرار العوامل التي شكلت – وتشكل – بيئات ملائمة لاستمرارية هذه التنظيمات وتمددها. كما أن مركز الثقل داخل “شبكة القاعدة” سوف يستقر خلال الأجلين القصير والمتوسط على الأقل لدي بعض الفروع القاعدية القوية في إفريقيا، مثل “حركة الشباب المجاهدين” و “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”.

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “القاعدة في مرحلة ما بعد الظواهري.. إلى أين”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “القاعدة في مرحلة ما بعد الظواهري.. إلى أين”

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *