هذا الكتاب هو عملية تعمق في موضوع من أهم وأبرز قضايا القرن الحالي وهو التنافس الصيني الأمريكي حيث شهدت الصين مؤخرًا نموًا مطردًا في قوتها بالداخل والذي انعكس بطبيعة الحال على نفوذها الإقليمي والدولي، كما احتلت المركز الثاني كأكبر اقتصاد بالعالم فضلًا عن سعيها لأن تصبح دولة متقدمة متوسطة المستوى بحلول عام 2035 وأن تصبح قوى عظمى بحلول عام 2050. أدى الصعود الصيني الكبير إلى تغيير الولايات المتحدة الأمريكية من سياساتها تجاه الصين إلى سياسة التنافس الاستراتيجي.
ويمكن أن نوضح هذا التنافس في إطار التحولات التي تحدث في النظام العالمي وأن أيَّ تغيير في هيكل أو في قيم النظام العالمي لا بدَّ أن يُلقي بتبعيته على الدول الأخرى. وللوقوف على أهمِّ التحولات في النظام العالمي الآن نشير إلى ثلاث أزمات يَمُرُّ بها النظام العالمي الآن وهي (أزمة القيادة – أزمة في بنية النظام العالمي الرأسمالية وهيكله – أزمة في القيم العالمية).
لا شك من أن هذا التنافس الاستراتيجي بين أهم قوتين عالميتين في القرن الواحد والعشرون سينعكس على المنطقة العربية والتي تمثل دون شك منطقة جيوستراتيجية شديدة الأهمية لكلا الدولتين لما تلعبه به المنطقة من دور مهم للبلدين اقتصاديًا، حيث أضحى التوازن الاقتصادي والجيوسياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين في هذا الإقليم حقيقة تترسخ مع الوقت وبدأت مؤشرات التنافس الاستراتيجي تظهر بالفعل خلال العقد الاخير.
يسعى هذا الكتاب إلى محاولة توضيح عوامل ودوافع هذا التنافس الامريكي الصيني ومجالاته الأبرز ومن ثمة يوضح انعكاس هذا التنافس الاستراتيجي على منطقة بالغة الأهمية وهي المنطقة العربية وكيف سيكون مستقبل التنافس عليها.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.