اقتضت الأوضاع الراهنة في المنطقة، بكل الصراعات والنزاعات والأزمات التي تفجرت منذ العام 2011 وتزايد عدد الجبهات التي تخوض فيها الدول الوطنية العربية بوجه عام، ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه خاص، أن تكون حكوماتها مستعدة لكافة الاحتمالات والتغيرات الأمنية والاستراتيجية التي تفرضها البيئات الاستراتيجية الدولية والاقليمية والمحلية المحيطة بمنطقة الخليج، بما تفرزه من تحديات متجددة على مستوى الأمن الوطني لدول المنطقة، وبالأخص الدول الصغيرة منها. ولعل الخطوة الأولي (التقليدية) في التحول من منطق القبيلة إلى منطق الدولة القومية هي بناء وتشكيل قوات مسلحة “وطنية” وتعزيز قدراتها العسكرية، لتكون قادرة على مواجهة أي عدوان خارجي محتمل. واللبنة الأولي في بناء أي قوات مسلحة وطنية هي تطبيق نظام الخدمة العسكرية الإلزامية