بعد ثلاثين عاماً من قمع وفساد وإستبداد، نزل المصريون في 25 يناير 2011، اليوم الذي يوافق عيد الشرطة، في مظاهرات ومسيرات جماهيرية استجابة لدعوات نشطاء عبر الـ”فيس بوك”، في ما أطلق عليه “يوم الغضب” للتعبير عن رفض الممارسات القمعية, وجاء انفجار الشارع المصري نتيجة لتراكمات سنوات كثيرة، تمثّلت فى استبداد النظام الحاكم واستمرار تطبيقه لقانون للطوارىء والتضييق على الحريات العامة، فضلاً عن انتشار الفساد في جميع مؤسسات الدولة السياسية والادارية والاقتصادية، ويبدو أن هناك اعترافاً بأن الثقافة المصرية السائدة في مجتمع ما قبل ثورة 25 يناير، لم تكن تثق كثيراً في وسائل الإعلام بل تعتبرها أدواتاً تخدم مصالح خاصة، لا مصالح جماهير المواطنين بل تعتبر”سلطة خامسة” تؤثر في صنع القرار السياسي في البلاد.nولاشك أن القصور الشديد في وسائل الإعلام المصرية، هو ما دفع الشباب المصريين نحو وسائل التواصل الاجتماعي واستفاد الشباب من الانترنت لتعزيز ظاهرة “التدوين الاحتجاجي” وتأسيس حوارات ومناقشات لا تسيطر عليها النخب التقليدية، وإقامة شبكات افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وعليه كانت وسائل التواصل الاجتماعي هى الأقوى في توثيق أحداث ثورة 25 وبثّها للعالم الداخلي والخارجي.