تفخر مدينة حلوان بوضع متميز بين جميع أنحاء المدن المصرية قديمه وحديثه، بالرغم من أنه ليس لها كثير من الخواص الطبيعية التي تحالف المدن الكبرى التى تقع على السواحل، وبالرغم من ذلك فقد حظيت باهتمام بالغ من الجغرافيين والمؤرخين والسياسيين، لطبيعة موقعها الجغرافى وجذورها التاريخية.ومن يتأمل في هذه المدينة يلحظ أنها تمثل أهم مقومات النهضة والحيوية، ففيها الدعامات الفكرية التي قامت عليها الحضارة المصرية ببعدها الإنساني، والوصف التاريخي لواقع المدينة،لا يكشف عن واقعها الحقيقى،بقدر ما يكشف عن حضورها التاريخي عبر العصور ، وهو ما يؤكد شخصيتها وتفردها.فقد أكدت الأبحاث والدراسات الجيولوجية والحفريات والبرديات الفرعونية التي تم العثور عليها أن حلوان كانت إحدى المدن الفرعونية التي استوطنها المصري القديم منذ نحو سبعة آلاف سنة تقريباً. وأطلق الفراعنة عليها اسم (عين آن)، فكلمة “عين” تعبر عن عيون المياه بالمدينة،أما كلمة “آن” فتعنى بالمصرية القديمة كلمة سمكة، وفي اللغة القبطية تسمى”حالوان”وتحورت إلى “حي- وان” وصل الأسم إلى”حلوان”ولطبيعة مناخها وشمسها اشتهرت بمدينة “الشمس والهواء”.و في مصر بلدتان متجاورتان تسمى كل منهما حلوان، إحداهما -وهى أقدمها– قرية حلوان التي إنشائهاعبد العزيز بن مروان والى مصر،والأخرى حلوان الحمامات التي أنشأهـا الخديوي إسماعيل باشا، وتنسب حلوان إلى “حلوان بن بابليون بن عمرو بن امرىء القيس “ملك مصر، ووصفها ابن تغرى بردى، حيث قال:”وفيها تجول عبد العزيز بن مروان إلى حلوان، واشتراها من القبط بعشرة آلاف دينار”،واتخذت شوارع حلوان أسماء شخصيات بارزه عاشت على أرضها طوال عصورها المختلفة، وكان لهم حضور،لا في تاريخ حلـوان بل في تاريخ الـوطن كلـة، فنذكـر على سبيل الشوارع التي أطلـق عليها أسمـاء الولاة شارع خـسرو،ورستم، وحيدر، وعثمان،وراغب،وإبراهيم باشا،ورياض وشريف ومحمد شريف،وذوالفقار وفيضي ورايل، وبرهان،وزكى والبراديزو،وعباس،والمراغى.وحلوان تتميز بين المدن المصرية بتعدد العادات والتقاليد لآن معظم سكان المدينة من الوافدين إليها من شتى بقاع مصر، وإذا جاز لنا التعبير نطلق عليها “مصر الصغرى”.وقد استفادت حلوان من تعليم أبنائها ففى المجال السياسى الدكتور عبد الرحمن حسن عزام أول أمين عام لجامعة الدول العربية،وفى المجال الديني الشيخ مصطفى المراغى،والشيخ محمد حسين الذهبى شيخ الجامع الأزهر، والدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف،وفى مجال الكتابات الأدبية أشتهر الأديب جمال الغيطانى،بينما أشتهرت المذيعة آمال فهمى صاحبة أشهر برنامج فى الشرق الأوسط”على النصية” والدكتورة نعمات أحمد فؤاد، وأشتهر فى المجال الرياضى الكابتن محمود الجوهري،مدرب منتخب مصر في كأس العالم 1990م، ولاعبى كرة القدم السابق والمدرب الحالى حسام حسن،وإبراهيم حسن،والراحل أينو الكبير لاعب النادى المصرى، ونجله معتز لاعب النادي الأهلى والزمالك،والأخوين مصطفى ومحمود أبوالذهب وهما لاعبين لعب كرة القدم للنادى المصرى والنادى الأهلى،وحكم كرة القدم والبرلمانى رضا البلتاجى، وعلى الشوربجى مدرب منتخب لعبة الهوكى. ومن أشهر الفنانين الذين ارتبطوا بحلوان عمر الشريف، وحسين فهمي، وشمس البارودي،ونجمة إبراهيم، ونجوي سالم،ومن أشهر الشاعر خالد الجرنوسي،الذي ذكرها قائلاً:”تعالي إن حلوانا.. صفت رَوحـاً وريحـانا”،وتشتهر حلوان بوجود عيون المياه الكبريتية ومرصد حلوان،ودير الأنبا برسوم العريان، والمسجد التوفيقى، ومتحف،ركن فاروق،ومصنع الحديد والصلب،والطائرات، والسيارات، ومصنع سيماف للسكك الحديدية، ومركز النسجيات المرسمة، وسد جراوى أو سد الكفرة،ووادي حوف،مقياس النيل، والحديقة اليابانية بحلوان. وستبقى حلوان علامة مضيئة في تاريخ المدن المصرية.