“لو سألني أحدهم متى كانت أسعد أيام حياتي، سأقول له: عندما كانت الأطفال أطفالاً، وعندما اختفى “ميرجن” من حياتي. رغم أني أسفتُ كثيراً على القرار الذي اتخذته. أن أُقيم مع رجل، أن أعرف معنى كل حركة صغيرة يقوم بها، أن أحمل الطعام بإشارة منه، وبإشارة أخرى أسرع كي أجعل الأطفال تهدأ، أرفو له ملابسه، وأسهر عليه وهو مريض حتى الصباح، أعرف كل تفصيلة في جسده، وأتابعها يوماً بعد الآخر وهي تتحول إلى طبقات متراكمة.. وطوال كل ذلك أعرف أن قدميَّ ترغبان في العَدْو الغاضب والهروب، وجفوني تختلج من أحلامٍ ممنوعة، وأشعرُ بلمسات زوجي مثل سنوات عمره التي تتزايد، حتمية وأليمة. وأكثر ما أحزنني في حياتي أني ولدتُ له أطفالًا. ربما وجدتُ فيهم، رغم ذلك كله، سعادتي الكبرى.nرَحَلَ “ميرجن” من حياتي بكل هدوء، وتَرَكَ في داخلي شعورًا بالعار ظل يلازمني طوال حياتي”.nn****nnأحيانًا كُنَّا نسير بشكل ثنائي متجاورين؛ لكن أفضل المرات كانت تلك التي يرافقنا فيها أبي. كان بمقدورنا أن نميل إلى الخلف، ونشعر بحركات يده تداعب شعرنا، وهو يشرح لنا إيماءات الخيل. نادرًا ما كانت أمي ترافقنا. لم تكن تفعلها إلا للضرورة؛ لم تجد أي معنى لرحلاتٍ لا تنتهي بزيارة المعبد، أو زيارة “مونختستسج” وزوجها “مايدار”. كانت في هذه الأمور تتصرف مثل جدتي. كذلك كانت تخاف. لو كان الأمر بيدها لبدأنا الدراسة في وقتٍ متأخرٍ للغاية، ولما صارت “نارا” الثانيةَ في مسابقة المقاطعة للأطفال ذوي الثلاث سنوات، ولما ماتت “ماجي”؛ فلولاها لما وثقت في نفسها إلى درجةٍ جعلتها تشارك في أكبر سباق للخيل في البلاد.. “نادام”.nnفكرتُ في أبي عندما قَالَ إن عليَّ أن أنتبه، وألا أصدقُ أحدًا من أهل المدينة، وإن من السهل أن ينتهي الإنسان فيها نهاية سيئة. رحتُ أفكرُ إن كانت هذه هي نهايتي السيئة، وكيف أعرف أنها بالفعل النهاية؛ لكني لم أتوصل إلى شيء… بدأ رأسي يتساقط على كتفي، وراودني شعورٌ بأني ربما سأنتهي الآن نهايةٍ سيئة، لكني بالتأكيد لن أدعَ أحدًا يخدعني. وغشيني النوم.nnعن المؤلفة:nبيترا هولوفاnأديبة تشيكية من مواليد “براج” عام 1979، تخرجت في جامعة “تشالز” بمدينة “براج”. ذاعت شهرتها الأدبية بعد صدور روايتها هذه “مذكرات جدتي” عام 2002، والتي اعتُبِرَتْ من أهم الأعمال الأدبية التشيكية في القرن الواحد والعشرين، والأكثر مبيعًا. بعدها أصدرت روايتها “عبر زجاج كامد” عام 2004. وتلتها كتابات أخرى، كان من ضمنها رواية “حُمَاة الصالح العام” والتي نشرناها، عام 2014 ، تحت عنوان “حدث في كراكوف”. أما آخر مؤلفاتها فهي رواية “زوجة الأب” التي صدرت عام 2014.nحصلت “بيترا هولوفا” على العديد من الجوائز الأدبية، وتُرْجِمَتْ مُعظم أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية.

معلومات إضافية

اسم الموضوع

سنه النشر

الدولة