تَّعد مسألة وجود الدولة في الفكر السياسي الإسرائيلي المعاصر عبارة عن نقيض قائم بحد ذاته، تجسد الاختلاف ما بين الحركات الصهيونية واليهودية المؤيدة والمناهضة لوجود دولة إسرائيل من منظور الاصولية الصهيونية واليهودية، فبعدما تجلّت فكرة الدولة اليهودية في أذهان اليهود منذ العصور القديمة، متجسده في مملكة داوود عليه السلام، لتليها مرحلة انهيار الدولة اليهودية وبداية الشتات اليهودي في العالم، في هذه الأزمنة القديمة اختلف اليهود فيما بينهم حول شرعية الهجرة إلى فلسطين وإقامة دولة، فمنهم من حرم الهجرة إلى فلسطين بشكل جماعي وهناك من ايد الهجرة إلى فلسطين، وخاصة بعدما أتت الصهيونية السياسية نهايات القرن الثامن عشر بعد عقد مؤتمر بازل السويسري 1897 الذي خرج بمقررات تنص على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.