خاض الـ”ميني باص” الطريق الطيني، متمهلًا. التفت “حسين” وألقى نظرة أخيرة، من النافذة الخلفية، على المبنى الذي انتهوا من تشييده. تمّ تعليق لافتة فوق مدخله: “سجن أدرنة المُشَدّد”. التفتَ “جمال” بدوره، وشاهد اللافتة ذاتها. التقت أعين الولدين، ثم حوّل كل واحد منهما نظراته عن الآخَر في حَرَج وقد غمرهما شعورٌ بالذنب. مع نهاية الطريق الطيني، وبداية الطريق الرئيسي المُسَفْلَت، تزايدت سُرعة الـ”ميني الباص” القديم، واندفع نحو المدينة حاملًا العُمّال الكبار والصغار، المُسَجّلين والسِرّيين، مبتعدًا بهم عن ماضيهم الكئيب.nصلاح الدين دميرتاشnولد عام 1973 في مدينة معمورة العزيز شرق تركيا. وهو سياسي كردي، وزعيم حزب الشعوب الديمقراطي اليساري الكردي. تخرج في كلية الحقوق في جامعة أنقرة ومارس المحاماة مباشرة، كما كان عضوًا لفترة في اللجنة التنفيذية لفرع دياربكر لمنظمة حقوق الإنسان التركية التي تأسست عام 1986، قبل أن يترأسه ثم يشكل مع آخرين جمعية حقوق الإنسان التركية ويؤسس مكتب دياربكر لمنظمة العفو الدولية. بدأ حياته السياسية عضوًا في حزب “المجتمع الديمقراطي” اليساري الكردي عام 2007 ونائبًا عنه في البرلمان قبل أن تحظره المحكمة الدستورية العليا عام 2009 بحجة ارتباطه بحزب العمال الكردستاني. أصبح لاحقًا نائبًا عن حزب “السلام والديمقراطية” اليساري الكردي الذي حظرته المحكمة للأسباب ذاتها، ثم أسس مع الصحفية والناشطة النسوية فيجي يوكسيكداج حزب “الشعوب الديمقراطي” عام 2014 الذي يحاول تجميع أجنحة اليسار السياسي في حزب واحد. خاض ديميرتاش الانتخابات الرئاسية التركية عام 2014 وحل ثالثًا بـ9.77% من الأصوات. وهو أحد المرشحين لرئاسة تركيا في الانتخابات الرئاسية 2018، رغم كونه مسجونًا منذ نحو 20 شهرًا بتهم أمنية وليس هناك حكم بالإدانة ضده.