اندلعت شرارة صغيرة في مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد) قبل أربعة عقود أحرقت يدي، إلا أنها علمتني الكثير.nنعتقد أن بعض الاحداث التي تمر بنا هي بدايات ويتضح لنا لاحقا انها النهاية لمرحلة من مراحل الحياة، إلا أنها في كلا الحالتين تعلمنا الكثير. وهذا بالضبط ما حدث معي قبل اربعة عقود وجعلني اكتب هذه القصة كما كتبتها بهذه الطريقة اليوم.nدعوني اصحبكم معي الى مدينة الموصل ونحن الآن بالضبط في ثمانيات القرن المنصرم، نشأت في تلك المدينة مجموعة معارضة لنظام الحكم مؤلفة من حوالي ٥٠ شابا، كنت واحدا منهم وكان لي صديق اسمه نشوان عبد الباقي. وكان شاباً يمكنني وصفه بدون مبالغة أنه كان رجلاً حقيقياً، لما امتلكه من طيبة ومروءة.nكنا ندعو للسلام ونمقت الحرب الدائرة بين العراق وأيران (1980 1988). نشوان كان مؤمنا مثلي بان الوقوف بوجه النظام الديكتاتوري هو خير جهاد، وذلك بالضبط في الوقت الذي أفتتحت فيه مكاتب الجهاد الافغاني وتم تسهيل سفر من كانوا يعتقدون أنهم مجاهدين الى أفغانستان بمباركة معظم دول الجوار. ما أن كان يطرق سمع نشوان أن أحد الشباب قد عقد النية للتوجه الى أفغانستان والمشاركة في الجهاد هناك حتى يهرع اليه ويقنعه بالعدول عن قراره قبل فوات الأوان وقد وفق بإقناع كثير من الشباب، وعدلوا عن قرار السفر في أفغانستان، استمر نشاطنا غير القانوني والذي وصل الى كتابة شعارات مناوئة للنظام على الجدران في أحيائنا وتوزيع مناشير، وهي نشاطات كانت ستكلفنا حياتنا، خصوصا في مدينة الموصل التي كانت تؤيد النظام الى حد كبير، ولم توجد فيها فرص للاختباء لا أهوار ولا مغارات في الجبال، كما هو الحال في جنوبي وشمالي العراق.
معلومات إضافية
اسم الموضوع | |
---|---|
سنه النشر | |
الدولة |