ها أنتِ تعرفين: راحت بعض الحقائق تطوف المدينة عامًا بعد عام، تتلوى هنا وهناك، لكن سرعان ما التصق بعضها بكل قوة بكسوة الحوائط، وبلحاء الأشجار، وبجِلد إنسان غريب، في نقطة محددة. ها أنتِ اليوم تعرفين بالأمر. لكنكِ وقتَها ظننتِ أنها ستتجمد إلى الأبد، وستختفي في الأعماق فوق السقف، حيث تنفرج القبة السماوية.nلكن العِفريت الصغير يحتضنك بين ذراعيه بكل إحكام، فلطالما سجنْتِه في جوفك الذي ظل يقرعه. ليته عرف على الأقل كيف ينطق حرف النون! “لن تـنـفـرج، لن تـنـفـرج، لا شيء هناك ينـفـرج!” ولأنكِ جوعانة مثل حيوان ظل لأسابيع وأشهر قابعًا في أعماق ملتهبة بإحدى الجُزُر، غير قادر على فهم ملامحه المثالية، ما زلتِ راضية بقسوة ما مرَّ بكِ، بصورة الماضي، وبهيكل لوحة مجردة.nأديبة تشيكية من مواليد براج 1959. منعت من الدراسة في الجامعة لأسباب سياسية إبان الحقبة الشيوعية، فعملت في وظيفة أمينة مكتبة، فلاحقها النظام ولم تستطع مواصلة عملها، حتى اضطرت إلى أن تقبل وظيفة عاملة نظافة في إحدى المستشفيات. نشرت أعمالها قبل الثورة عام 1989 التي أنهت النظام الشيوعي في دور نشر سرية. اشتغلت بعد الثورة في وزارة الخارجية، ثم عملت في مجال النشر. أصدرت روايتها (عام اللؤلؤ – 2001) وصارت من الروايات الأكثر مبيعًا في الجمهورية التشيكية. توقفت عن الكتابة إلى أن أصدرت عام 2012 روايتها الثالثة (الأسقف) والتي نقدم نسختها العربية تحت عنوان (ديتكوس