ليس ضروريا أن يكون الرداء عاري الكتفين، كاشفا عن الفخذ ليغوي، مثل فستان بطلة قصة “كاترينا”. يكفي أن يكون بلون أسود، وأن تضع صاحبته طلاء شفاه باللون الأحمر القاني، لتجمع بين لوني الحزن والغموض والغواية والخمر، وليشعل الغيرة في قلب “نيل”، لأني سوف أذهب مع “سمير” هكذا وبمفردي في سيارته، بعدما فاجأتنا “ناتالي” مديرة الدار، بأنها ستحمل الآخرين في سيارتها الكبيرة، وتتركني لأعيش ذكريات الطفولة مع “سمير” ونتحدث العربية كما يحلو لنا. تراصّ الجميع في عربة “ناتالي” ووقفت وحدي في انتظار “سمير” الذي هاتفني على تليفون البيت وقال انه سيتأخر خمس دقائق. أخرج “نيل” رأسه من شباك السيارة وقال بصوت مرتفع: “ستنتظرين إلى الأبد. المصريون لا يلتزمون بالمواعيد!”، وقبل أن ينتهي من دعابته الساخرة، وبعد انقضاء الدقيقة الرابعة، كان “سمير” يجلس خلف عجلة القيادة في سيارة سوداء فارهة، وعلى وجهه الابتسامة الطفولية نفسها، التي كانت تزين صورته الموضوعة في إطار من الفضة، على منضدة في صالون بيت والدته، الكاتبة “بداية الألفي”.nعن الكاتبة:nمي خالدnخريجة كلية الإعلام الجامعة الامريكية بالقاهرة وهي مذيعة بالبرامج الإنجليزية الموجهة وايضا الإذاعة المصرية وتعمل ايضا فى ترجمة ومعالجة الأعمال الدرامية التلفيزيونية وفي الاعمال الدرامية المدبلجة ومن الاعمال التى صدرت لها.nمجموعة قصصية “أطياف ديسمبر” الهيئة المصرية العامه للكتاب 1998nرواية “جدار أخير” دار ميريت 2001nمجموعة قصصية “نقوش وترانيم” دار شرقيات 2003nرواية “مقعد أخير فى قاعة إيوارت” دار شرقيات 2005nرواية “سحر التركواز” دار شرقيات 2007nمجموعة قصصية “مونتاج” دار الدار 2009nرواية “تانجو وموال” دار العين 2011nكتاب أدب رحلات “مصر التي في صربيا” دار العربى للنشر والتوزيع 2013nوقد تُرجمت رواية سحر التركواز إلى الألمانية والانجليزية.