“مرت ثلاث سنوات على تلك الليلة التي قتل فيها “دانيال” “جوليانا”، وبدا صوته القادم عبر الهاتف كأنه صوت شخص آخر غيره.. وكأن شيئًا لم يكن، اتصل بي ليدعوني إلى الغداء، كما لو أن الغداء معه لا يزال يعني الذهاب إلى مطعم تم اختياره بدون اهتمام، أو إلى غرفة المعيشة في منزل أبويه. […] اعتاد “دانيال” أن يقضي في حجرته يومه كاملاً، يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، يحاول فك شفرة ملاحظات هامشية دونت في مجلدات لم يعد أحد يقرؤها، ويتناول إفطاره وغداءه مرتديًا بيجامته، ممددًا ساقيه فوق المكتب، وبيسراه عدسة مكبرة، وعلى وجهه علامات اندهاش كبيرة. آنذاك، لم يكن من اللازم دخول ذاك المكان الآخر.. ذاك المكان المرعب، حيث كانوا يحتجزونه، أو حيث كان بالأحرى يحتجز نفسه هربًا من سجن أكبر”.nnجوستافو فافيرون باترياوnnوُلد في ليما ببيرو في الواحد والثلاثين من ديسمبر عام 1966، وهو كاتب وصحفي وناقد أدبي. حاز على شهرة واسعة بسبب مدونة “بلوج” أنشأها لنقد الأحوال الإقتصادية والثقافية لبلاده، وكانت مدونته هذه ذات تأثير واسع في أمريكا اللاتينية. تتناول أعمال “فافيرون” التاريخ السياسي والفكري لأمريكا اللاتينية، ونظريات القومية، وتشكيل أنماط مختلفة من فكر المواطنة والعنف السياسي وكيف يتم التعبير عنه في الأدب والفن. كما عمل في العديد من المجلات، وهو حاليًا محرر جريدة “المعارضة” (Dissidences)، وهي جريدة أدبية تناقش نظريات الأدب والنقد. درس اللغويات والأدب بجامعة “بونتيفيكال كاثوليك” في بيرو، كما حصل على درجة الماجيستير والدكتوراه من جامعة “كورنيل”. وعام 2008، قام بتدريس الرواية اللاتينية وأسلوب رواية ومقالات “خورخي لويس بورخيس” في جامعة ستانفورد في قسم اللغة الإسبانية والبرتغالية. وهو الآن أستاذ مساعد بكلية “بودوين” بـ”ماين” بالولايات المتحدة الأمريكية.

معلومات إضافية

اسم الموضوع

سنه النشر

الدولة