شهد العالم تطورًا فنيًا وتكنلوجيًا واسعًا في عموم الفنون السمعية والبصرية، ولعل صناعة وإنتاج البرامج في التليفزيون كانت الأكثر تأثرًا بهذه الثورة العلمية وتأثيرًا بمشاهديها، وأهم ما شهدته صناعة وإنتاج برامج التليفزيون هو ولادة شكل جديد من البرامج عرف فيما بعد بحسب المختصون ببرامج تليفزيون الواقع أو تليفزيون الحقيقة، هذه البرامج كانت السبيل للخلاص من العوالم الإفتراضية وبرامج وأفلام الخيال العلمي، فكان مفهوم الحقيقة والواقع متمثلًا بأنواع وأشكال برامج تليفزيون الواقع نفسها، هذه الأشكال من البرامج عمدت على إستقطاب جمهورها من الشخصيات الحقيقية من الناس العاديين المتعطشين للحضور والمشاركة والتعبيرعن ذاته بكل عفوية، معتمدًا في ذلك على الواقع الإجتماعي المعاش في إختيار موضوعاته التي إمتازت بالتنوع القصصي، بأماكن وبيئات حقيقية محيطة بهم، ولانَّ هذا التليفزيون جاء تلبية لاحتياجات الجمهور، الذي يعد احد اهم العناصر في صناعة برامج تليفزيون الواقع نجده بعد الاطلاع على التمهيد التأريخي لظهور ونشأة برامجه، انه كان متنوعًا بدلالاته التي حملها طيًا في اشكال برامجه المتعددة.