عند الحديث عن التجربة الديمقراطية في دولة جنوب افريقيا يثور في الذهن تساؤلات عديدة حول مدى نجاح هذه التجربة وكيفية التحول الكبير من الإستعمار الى الاستقلال، فعقب عقود من التفرقة العنصرية وما سبقها من الحقبة الاستعمارية نجحت جوهانسبرج في قطع مشوار طويل، لتجد لنفسها أخيرا مكانا مناسبا على متن قاطرة التقدم البشرى ولتقف على رأس دول القارة السمراء اقتصاديا. ولا أدل على احساس العالم ومؤسساته المالية بالطفرة الاقتصادية التي حققتها جنوب افريقيا من مطالبة صندوق النقد الدولي لها ولغيرها من الأقطار ذات الاقتصاديات الواعدة بزيادة حجم إسهاماتهم المالية في الصندوق لمواجهة التحديات الاقتصادية وتفادى تكرار الأزمة المالية العالمية، وهو ما يدل على نجاحها في إعادة ترسيم دورها وتحديد موقعها على خريطة العالم الاقتصادية. وقد انعكس هذا التقدم الإقتصادى فى شكل تحول وتطور ونهضة فى جميع المجالات، وارتفاع في احتياطي النقد الأجنبي، وانخفاض في معدلات البطالة، وزيادة كبيرة في ميزان التبادل التجاري، وتقدم فى مجال العدالة الاجتماعية والحياة الديمقراطية، التى يعكر صفوها هذه الأيام بعض المشاكل الآنية لعمال المناجم.