إذا كنا بحاجة إلي كتب مفيدة نافعة تناسب حالات العصر وتتسق وما نحن عليه من اختراعات واستكشافات وظهور ما في الطبيعة من مكونات. فإن حاجتنا أعظم إلي تفسير كتب الله المنزلة علي أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام لما في ذلك من تثقيف العقول وتفجير ينابيع الرحمة في قلوب الخلق. ولقد طالعنا كتب التفسير فلم نوفق إلي تفسير يشفي العلة وينقع الغلة حتى صادفنا “الجواهر” وهو تفسير للقرآن الكريم وضعه الأستاذ الجوهري. فإذا به يمتاز علي غيره من التفاسير بكثير من المزايا. منها أن عبارته سهلة مشوقة لا يملها المطالع. وأنه جمع فأوعي فكأنه دائرة معارف جامعة. وفيه أكثر من مائة مسألة من مسائل العلم الحديث تضمنها القرآن وسبق إليها وهي معجزة النبوّة. وأنه ألمّ بقصص الأنبياء فأظهر أن المقصود منها نتائجها والاتعاظ بها.