مفكرنا الكبير الراحل سلامة موسى، لعب دوراً مهماً وكبيراً فى التنوير والتثقيف خلال النصف الأول من القرن العشرين فى مصر، وقد شهد له بذلك كل المفكرين الذين زاملوه وعايشوه مثل عباس محمود العقاد، الدكتور طه حسين، كامل الشناوى، رجاء النقاش، نجيب محفوظ، يحيى حقى، د. يوسف إدريس وغيرهم.nوهذه الدراسة التى أتشرف بتقديمها للباحث الشاب الأديب الأستاذ رامى عطا صديق صورة تحليلية لفكر سلامة موسى من خلال قراءة فى مقالاته الافتتاحية لمجلة المصرى التى صدرت سنة 1930م.nسلامة موسى يستحق أن نذكره ونكتب الكتب عنه، ونصدر الدراسات الأكاديمية عن فكره المستنير ورحلة كفاحه ومعاناته من أجل تحقيق رسالته التى هى رسالة تنوير من أجل حرية واستقلال ورفعة الوطن، ونشر الوعى والعلم والفن بين الناس، والوقوف أمام الاستبداد، والقضاء على الخرافات والعادات والتقاليد البالية، واحترام المرأة كمخلوق له كل الحقوق وعليه كل الواجبات، ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان لأنه إنسان، واحترام الأديان كلها، والفصل بين الدين والدولة، والإيمان بالمواطنة. والدخول فى عصر الصناعة وضرورة تصنيع الآلة فى مصر والاهتمام بالشباب، بتعليمه وتوجيهه وإتاحة الفرصة له للحياة الكريمة وإيجاد عمل له يشعره بأهميته ويحقق له شخصيته المستقلة حتى يلعب دوره الطبيعى فى الحياة.nالواقع أن هذه الدراسة للباحث الأديب الشاب رامى عطا صديق تجمع بين الدراسة الأكاديمية الموثقة والأسلوب السهل البسيط الذى يفهمه القارئ العادى، ولما لا والباحث يعرفنا بمفكر عظيم هو سلامة موسى الذى أشتهر بأنه مفكر الشباب وعُرف بأسلوبه السهل وكتاباته الواضحة التى تتخلص من اللغة المقعرة والصعبة،