أسهم التصوف فكرا وممارسة ورجالات في صنع التاريخ الاسلامي، وتشكيل الكثير من احداثه، وما زالت الآثار والشواهد ناطقة، ومعبرة عن حجم الحضور الصوفي بأشكاله المتنوعة، غير ان مقابل تلك الحقيقة التي تشكل معلماً من التاريخ يتساوى في إدراكها أرباب العقول مهما اختلفت منازلهم، فهناك غموض واضطراب في فهم اشكال الاسهام الصوفي ومحتواه في ذلك الماضي وحدوده وطبيعته، والشيء الذي يؤدي بصورة او أخرى الى زيغ الكثيرين في مواقفهم تجاه التصوف والصوفي عموما، ويظهر ذلك بشكل سافر وواضح في التحيزات الأيديولوجية والمذهبية، وان من مجالات العمل التاريخي التي يظهر عندها نقص واضح في تغطية الدور الصوفي، إذ لا نكاد نعثر ما بين ثناياها على ذكر لإسهامات أهل التصوف في مجال الفكر السياسي، فالُمراجع والمتتبع لنصوص الفكر السياسي الإسلامي، والتي إعتنت بالتاريخ لهذا العلم، والتعريف بنصوصه واعلامه يلحظ: ضعف الإحالة على المرجع الصوفي، وكأنّه غير معدود في اصنافه او في أحسن الأحوال، لذلك نراهُ يلحق بأصناف الفكر السياسي الأخرى.

معلومات إضافية

اسم الموضوع

سنه النشر

الدولة