تحتل قضايا الإصلاح السياسي مكان الصدارة في الجدل الدائر على الساحة السياسية الدولية؛ لما له من دور بالغ الأهمية في إقامة ديمقراطية حقيقية، خاصةً وأن كل الاتجاهات والقوى الوطنية تتفق على أن العلاج الحاسم للخروج من مشاكلنا المختلفة هو الديمقراطية الحقيقية، التي تحدد صيغة واضحة لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكومين، تحمي المحكومين من عدوان الحاكمين وتعسفهم، وتضمن لهم حقوقهم التي كفلتها الدساتير، وتقيم مؤسسات دستورية فاعلة في إرساء مبادئ الديمقراطية.nnكما أن الصحافة العربية الدولية التي تصدر بعيداً عن ضغوطات الحكومات العربية تعتبر من المصادر الرئيسية للجمهور العربي في التعرف على توجهات النظم السياسية نحو قضايا الإصلاح السياسي، وذلك نظراً لقدرة هذه الصحف على تشكيل اتجاهات الجمهور تجاه تلك القضايا، خاصةً في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية والثورات العربية المصاحبة للتحول الديمقراطي؛ فوسائل الإعلام تتميز بالقدرة على تشكيل المدركات السياسية للأفراد من خلال تزويدهم بالمعلومات عن الشؤون والقضايا السياسية وترتيب أولوياتهم ومساعدتهم في ربط الأحداث والمواقف السياسية ببعضها البعض، فضلاً عن تأثير الرأي العام، وهذا يفسر العلاقة الجدلية بين وسائل الإعلام والعملية السياسية في أي بلد.