يحاول هذا الكتاب ابراز الرؤية التى طالما أحتلت المكانة الثانية فى بحوث الصحافة والإعلام وأعنى بها رؤية القطاع النسائى كفيصل رئيسى من القوى المنتجة والصانعة للواقع الإعلامى فى الوطن العربى. ولا يقتصر هذا الكتاب على رصد الإسهامات والإضافات الإبداعية التى قدمتها المرأة العربية فى حقول الصحافة والإعلام بل يركز أيضاً على رؤية الصحفيات والإعلاميات للهموم والتحديات المجتمعية التى لا تؤثر فحسب على أدائهم المهنى بل تتحكم فى مستويات إعطائهم داخل الأسرة وخارجها فضلاً عن أدوارهم الثقافية والسياسية والاجتماعية. وإذا كانت الحركات النسائية والمنظمات المهتمة بقضايا التنمية قد ادركوا منذ الستينيات ضرورة ادراج قضايا المرأة فى صلب قضايا التنمية كما لعبت الأمم المتحدة دوراً هاماً فى إقرار الأساس القانونى للمساواة من خلال إقامة إطار دولى يسعى لتفعيل مبدأ المساواة وعدم التمييز بسبب النوع أو الجنس أو الدين أو اللغة فإن الإطار الواقعى للمساواة قد تم إرساء دعائمه مبكراً من خلال المشاركة الفعلية التى قدمتها جموع النساء العربيات فى مختلف المجالات الوطنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية ولكن بقيت مشكلة الوعى العام والعمل على تغيير الاتجاهات التى لا تزال تكرس التمايز بين الجنسين والتى تتمثل فى تركة الموروثات التاريخية والمسنودة بالتفسيرات الذكورية للنصوص الدينية والتى تعززها منظومة التشريعات القانونية المهدرة للكثير من الحقوق الأساسية للمرأة كإنسانة وكمواطنة كاملة الأهلية وكشريكة فى صنع التقدم.