تكمن أهمية الكتاب في أنه يركز على السياسة الفرنسية تجاه منطقة مهمة تاريخيًا بالنسبة لها، والتي تعدها منطقة ذات أهمية سياسية واقتصادية لا يمكن التغاضي عنها، في ظل الأزمة الأمنية التي تشهدها البلاد، وتسارع التدخل العسكري الفرنسي لحماية مصالحها الخاصة وتحت ذرائع عديدة أهمها القضاء على التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة.nوينطلق الكتاب من فرضية مفادها أن حماية المصالح الاقتصادية من أهم الأسباب التي دفعت فرنسا إلى التدخل في الشأن الأفريقي ولاسيما دولة مالي، وأن التدخل الفرنسي في دولة مالي ما هو إلا تطبيق لسياسة تقليدية تنتهجها فرنسا تجاه مستعمراتها السابقة، إذ تتميز القارة الأفريقية بموقع إستراتيجي مهم دفع الدول الكبرى للمنافسة عليها، وأن تنامي ظاهرة الإرهاب في القارة الأفريقية دفع فرنسا وتحت مظلة الاتحاد الأوروبي إلى التدخل العسكري في القارة ولا سيما دولة مالي التي تنامت فيها ظاهرة الإرهاب بوتيرة سريعة. وقد تم الاستعانة بالمنهج التاريخي لمعرفة ورصد تاريخ السياسة الفرنسية وكيف استطاعت السيطرة على المنطقة طوال عقود طويلة، فضلًا عن الاستعانة بالمنهج الوصفي التحليلي، من خلال تحليل المعلومات وجمعها ومن ثم تفسيرها والتنبؤ بمستقبل السياسة الفرنسية.