على مدار العقود الماضية، شهدت مصر عشرات الحركات في أوساط العمال، والفلاحين، والطلاب، وفي وسط بعض النخب بمختلف ألوانها، وبرزت نزعة دولية لتكوين الحركات الاجتماعية، وتتمثل هذه النزعة في تحول كل من الفئات الصامتة وجماعات المصالح التقليدية إلى حركات، حيث زادت شرعية هذه التنظيمات الاجتماعية، حتى صارت هي وأنشطتها، سمة أساسية من سمات المجتمعات الديمقراطية الحديثة.nكما شهدت مصر في عام 2004م وحتى الآن حالة من السيولة في قيام حركات اجتماعية، ومن أمثلة هذه الحركات: الحركة المصرية من أجل التغيير “كفاية”، والحملة الشعبية من أجل التغيير “الحرية الآن”، و”اللجنة القومية للدفاع عن أموال التأمينات” وغيرها، رفعت جميعها شعار “التغيير”، وتقاربت مطالبها إلى حد تطابق بعض إن لم يكن معظم أو كافة البنود، وسلكت في احتجاجها أساليب متشابهة، وحاولت على اختلاف حجمها ومكانتها واتصالها بالجماهير، أن تلقي حجرًا في مياه السياسة المصرية الراكدة، وأن تنفخ في أوصال واقع سياسي تصلب، وأن تعيد المصريين إلى ممارسة فن الاحتجاج، بعد أن كادوا أن ينسوه في زحام الحياة.