إنحصرت العلاقات المصرية – الإيرانية، خلال الأعوام الثلاثين الماضية، بين التوتر والفتور، وذلك على خلفية توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل، وأستقبال الرئيس محمد أنور السادات لشاه إيران عقب الثورة الإسلامية بإيران عام 1979 التي أطاحت بالشاه محمد رضا بهلوي، ثم دعم مصر للعراق في حربها مع إيران، وإتهام الأخيرة برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال فترة التسعينيات.nكما لعب تناقض سياسة البلدين في منهج إدارة أو حل الصراع العربي الإسرائيلي دورًا أساسيًا في تفاقم توتر العلاقات بينهما، في ظل شيوع حالة من الحساسية المفرطة لدى النظام المصري إزاء أي دعم إيراني للمقاومة أو إدانة إيرانية لعملية السلام وأطرافها، حيث ترى مصر هذه الأدوار الإيرانية محاولات لتعرية مصداقية الخيار المصري، ومحاولة لدعم ثقافة المقاومة على حساب ثقافة السلام التي انحازت لها القاهرة طيلة تلك الأعوام الثلاثين.