على الرغم من تعدد الأدوار الوظيفية للصحافة وغيرها من وسائل الإعلام، تظل وظيفتها الإخبارية أحد أهم وأبرز هذه الأدوار، إلا أن واقع الممارسة المهنية يؤكد أن هذا الدور لم يعد مقتصرا على نشر المعلومات عن الأحداث الجارية، ومتابعة تطوراتها، فالمؤسسات الصحفية تحدد أحداثا بعينها لتغطيتها خبريا، في الوقت الذي تتجاهل فيه تغطية أحداث أخرى، كما تتدخل في تحديد توقيت النشر، يتجسَد الانتقاء أيضا على مستوى الحدث الواحد عندما يحدد المحررون المعلومات التي سيتم نشرها، وقد يخفون معلومات أخرى قد تتوافر لديهم، كما يحددون زوايا المعالجة التي سيركزون عليها في التغطية، وفقا لمقتضيات السياسة التحريرية لمؤسساتهم، ويختارون مصادر المعلومات التي سيعتمدون عليها، والأسئلة التي سيوجهونها إليهم، وقد يلجأون للمصادر المُجهَلة بغرض تمرير معلومات بعينها.