يُعد الأرمن من أهم الشعوب التى تشتت فى بقاع عديدة فى العالم، ولذلك عكف كثير من الدارسين علي الاهتمام بهم وتتبع أصولهم وحياتهم فى المهاجر فى شتى مناحى الحياة، وأيضًا التطور الذي عاشته بلادهم عبر عصورها التاريخية؛ إذ تميز طابع أرمينيا بالكر والفر نتيجة لطبيعة البيئة الجغرافية الطاردة للسكان، والصراع بين الأمم عليها، ولذلك منذ بداية الخليقة وحتى القرن الخامس الميلادى، لم يكن لديهم تاريخ مكتوب بلغتهم ذات الأحرف الأرمنية، لأنهم لم يعرفوا الأبجدية الأرمنية إلا فى القرن الخامس الميلادى، وقبل ذلك كانت لغتهم تكتب باليونانية أو السريانية، حيث أن هاتين الأبجديتين كانتا تستخدمان في كتب الطقوس الدينية المسيحية، أى التى تستخدم داخل الكنائس فى أثناء الصلاة، وكذلك في الشؤون الإدارية. وهذا ما أكده المؤرخ الأرمنى “موسيس خوريناتسي” فى كتابه “تاريخ الأرمن من البداية حتى القرن الخامس الميلادى” حيث ذكر قائلاً: “تعرف الأمم بتراثها، المكتوب عن عاداتها وتقاليدها وبطولات ملوكها وأمجادهم والمتاح لكل من يرغب البحث والدرس، من خلال القصص والأشعار الشعبية ومراجعة الدواوين الرسمية، ليخرج بفكرة واضحة عن هذه الأمة. لكن أسلافنا مع الأسف لم يتركوا لنا أثرا مكتوبا نتعرف به عليهم بل تركونا، بنتيجة جهلم نتخبط فى دواوين الأمم الآخرى لنتعرفا على أنفسنا”.

معلومات إضافية

اسم الموضوع

سنه النشر